حتى قبل اندلاع التظاهرات العراقية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بسنوات، كان خريجو الكليات والجامعات العراقية يُنظّمون وقفات احتجاجية بشكل أسبوعي، يطالبون عبرها بفرص العمل والتوظيف، اعتماداً على الكفاءة ووقف المحاصصة الحزبية في تقاسم الوظائف، وتعديل بعض القوانين الخاصة بالتعيينات الحكومية والتقاعد.
لكن لغاية الآن يواصلون حراكهم الاحتجاجي، سواءً على مستوى حملة الشهادات العليا او الطلبة الاوائل، في معظم محافظات البلاد إذ لم يتم استكمال ملف تعيينهم، رغم وعود حكومية متكررة في هذا الإطار.
وقال عدد من حملة الشهادات العليا لـ (هل تعلم؟ أخبار)، ان "وزارة التعليم العالي قامت باكمال تصحيح الكودات المكررة وتحويلها الى مجلس الخدمة مطالبين بالاسراع بفتح استمارة التعيين".
وأصدر حملة الشهادات العليا في العراق، اليوم الاثنين 10-7-2023، بياناً طالبوا فيه "مجلس الخدمة" بمعرفة البيانات المرسلة للتقاطع الوظيفي تخص اي فئة والاعلان عن العدد الكلي للبيانات المرسلة للتقاطع الوظيفي كذلك معرفة الوقت المطلوب لأكمال التقاطع الوظيفي واطلاق أستمارة التعيين من خلال تحديد تاريخ لأنطلاق أستمارة التعيين، وفيما قرروا الإعلان عن اعتصام مفتوح يوم الثلاثاء 11-7-2023 ، ودعوا قيادة عمليات بغداد إلى تحمل مسؤولية حماية المعتصمين.
وصوت مجلس النواب في الموازنة الثلاثية، بإلزام مجلس الخدمة باكمال تعيين اصحاب الشهادات العليا والثلاثة الاوائل وحل معاناتهم، مشيدا بخطوة رئيس الحكومة بحل مشاكل ومعاناة هذه الفئة.
وجاء في البيان الذي تلقى هل تعلم؟ أخبار نسخة منه: "نحن حملة الشهادات العليا في العراق (دبلوم عالي، ماجستير، دكتوراه) والطلبة الاوائل منذ ستة سنوات نطالب ونناشد الحكومة لوضع الحلول لقضيتنا، لم نرَ من المسؤولين وأصحاب القرار إلا التسويف والمماطلة، بل عملوا على تفريق تجمعات حملة الشهادات العليا، بإغراء الممثلين والمنسقين بالتعيين في اماكن معينة، لتشتيت حملة الشهادات العليا".
وقال علي فيصل، وهو أحد حملة الشهادات العليا، إنّ "خريجي العراق في تزايد، مع ذلك فإن الحكومات العراقية لا تهتم بهم"، واصفا معاناته :
"يوميا اموت الف موته اني من يجي احد بمكان عملي وابو العمل يكله هذا خريج ماجستير مامتعين لسه الله يقبله واشوف غيري متعيين اخوان تره ابسط حق وخدمه تقدمه الدوله النه مكافأة تعبنه واجتهادنه مو منية منهم بسس كل واحد يسال نفسه لًٍـــًٍيشْ كمل دراسه شنو يعني بسس حته يكولون علينه هذًوله خريجين دراسات عليا , اريد اشحن همتكم واذكركم منو احنه وشنو احنه احنه كفاءات الدوله "
مبيناً لـ"هل تعلم؟ أخبار"، أن "التظاهرات التي ستجري يوم غد في بغداد، تضم حملة الشهادات العليا والطلبة الاوائل في مختلف الاقسام، إضافة إلى خرّيجوا السنوات الماضية ممن لم يسعفهم التعيين او نتيجة لخطأ في الكودات، وهناك تنسيق مع بقية خريجي المحافظات من أجل مواصلة الضغط على الحكومة".
وأشارت احمد العبيدي، احد حملة شهادة الماجستير في الهندسة، سوف اتظاهر مع زملائي امام مجلس الخدمة وسط بغداد، وسنواصل الاحتجاجات إلى حين تنفيذ المطالب، وتوزيع الخريجين على الدوائر والوزارات"، مؤكدا لـ"هل تعلم؟ أخبار"، أن "النائب حيدر المطيري وليلى التميمي في متابعة مستمره لقضية تعيين حملة الشهادات العليا و الاوائل ،حيث التقيا بممثلي حملة الشهادات العليا والاوائل اكثر من مره ، ووعدهم بالتعيين من خلال متابعة هذا الموضوع ، إلا أن وعوده لم تتحقق، بل إن مجلس الخدمة ما زال يسوف ويماطل في اكمال ملف تعيينهم".
من جانبه، بيَّن الناشط مهند السامرائي، وهو عضو تنسيقية تظاهرات ممثلي حملة الشهادات العليا والاوائل، أن "ان المظاهرة استرداد للحقوق، حتى في أوقات إعلان الحكومات عن وجود الدرجات الوظيفية وتضمينها في الموازنة فما زال الامر لا يطمئن، خوفنا من ضياع حقوقنا".
وبالمقابل ذكر تنسيقية حملة الشهادات العليا احدى تنسيقيات الاحتجاجات في بيان له أن جميع وقفاته ومظاهراته تطالب بتحقيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، داعيا الى "انصاف جميع حملة الشهادات العليا في التعيين".
ويتابع أن "ممثلي تنسيقية حملة الشهادات العليا على هذا قرر استئناف اعتصامهم امام مجلس الخدمة وحرصا على عدم ضياع حقوقكم وجب على جميع حملة الشهادات العليا والاوائل الحضور، والتنسيق مع ممثلي محافظاتكم".
بالمقابل حذر معتصمو حملة الشهادات العليا عبر تصريحات صحفية تابعها (هل تعلم؟ أخبار) الحكومة من انطلاق موجة غاضبة من التظاهرات في الايام المقبلة في حال لم تستجب إلى مطالبهم. واتهموا جهات سياسية بالمماطلة والتسويف وعدم اكمال ملف تعيينهم .
وتابعوا أن "هناك اطرافا سياسية متنفذة تحاول استغلال حملة الشهادات محذرين من تجاهل الحكومة لتعيين حملة الشهادات لمطالبهم المشروعة التي ستؤدي الى موجة غضب جديدة".
يتبع...
علي الصيامر